تأسست المدرسة في عام 1953 وكانت تسمى المدرسة الأميرية. وكان عدد طلابها لا يتجاوز 60 طالبا. يزيد عدد طلاب المدرسة اليوم عن 600 طالب.
مسيرة المدرسة خلال خمسة عقود ونيف من الزمن
أنها مسيرة العطاء والبناء التي بدأت بخطوات صغيرة وبناء ضيق، بدأت الدراسة في القرية منذ سنة 1953 م وكانت المدرسة تسمى مدرسة تفوح الأميرية، حيث لا يزيد عدد الطلبة عن ستين طالباً وكان التعليم ايجابياً، بناء، مثمراً في دفع مسيرة المدرسة نحو غد مشرق عزيز، إذ تمكنت المدرسة بأذن الله من السير حثيثاُ وبخطى ثابتة مطمئنة نحو بلورة طموحاتها العريضة وتنفيذ خططها التطويرية الرامية إلى رفع مستواها الأكاديمي وتكثيف تفاعلها مع أبناء مجتمعها.
1954 – 1955: كانت تسمى تفوح الابتدائية، التحق بالمدرسة العديد من الطلبة والمدرسين من مدينة الخليل وقراها، علماً لم تكن الطريق إلى القرية تسمح بمرور السيارات، فكان المعلمون يأتون إما مشياً على الأقدام أو يركبون الدواب ليصلوا إلى المدرسة، كل هذا يتم تحت سقف غرف قديمة تسمى " العقود العربية "، ومن هؤلاء المدرسين: هاشم الشريف، وعز الدين عابدين، وعمر المناصرة، وبشير النويري من مدينة جنين.
1956: كانت المدرسة مختلطة آنذاك من الذكور والإناث، حيث لم يتجاوز عدد الطالبات 5 طالبات اللواتي كن البداية الحقيقية لتعليم المرأة الريفية والنموذج الامثل الذي يحتذى به للتعليم في القرية، بقي الأمر على حاله ولم يتعد البناء المدرسي بضع غرف صفية علماً أن الدراسة بداية كانت تتم بالجلوس على الأرض، والرواتب قليلة جداً آنذاك.
1958: لم يتجاوز عدد الطلبة من الأول إلى الخامس 60 طالباً، هكذا تبدو المدرسة ينبوع العطاء الذي لا ينضب ومن منطلق المسؤولية والوعي الذي اعتاد عليه الآباء والأجداد استمرت المدرسة في عطائها، واستمرت مجموعة من أبناء القرية في تحصيلها العلمي على الرغم من شح الموارد، فكان من هؤلاء من التحق بركب المنظمة منذ انطلاقتها سنة 1965م، فكان منهم الطيار عبد الهادي سلامة، الذي كان من العائدين بعد 30 عاماً عندما عادت رجالات السلطة الوطنية الفلسطينية، ولازال هؤلاء الرعيل الأول نبع العطاء ومن هؤلاء الدكتور نايل محمد سلامة المحاضر في جامعة اليرموك، كذلك عيسى محمود القومه الذي أكمل تحصيله العلمي في جامعة دمشق ليحصل على شهادة المحاماة، ثم عمل بعد التخرج في الداخلية الأردنية ثم محافظاً للزرقاء، ثم وزيراً للمواصلات في الأردن، ومن هؤلاء الضابط يوسف أسعيد الذي التحق بالجيش الأردني ليكون ألان في الكلية الملكية الأردنية، ولا ننسى إن التعليم بقي تحت أشراف حكومة المملكة الأردنية الهاشمية لغاية 1967 بعد هزيمة حزيران.
1969 – 1970: كانت تسمى المدرسة " مدرسة تفوح الإعدادية "، أخذت القرية تواكب ركب الحضارة والتقدم العلمي فتطور اسم المدرسة وأخذت الأعداد بالازدياد مما دعا إلى شراء ارض تتسع لتطور المدرسة على حساب ضريبة المعارف التي فرضت على المواطنين من أجل بناء غرف صفية وما يتطلب من ساحة للطلبة وغيرها. علما انه تم فصل مدرسة الذكور عن الإناث في عام 1969م، وفي عام 1975 حصل الطالب فايز تيم على المرتبة الثانية على الضفتين وتم تكريم الأوائل من الملك حسين بن طلال في الأردن، وهو الآن عميد كلية العلوم السياسية في جامعة البتراء.
في عام 1979م أصبحت الحاجة ملحة لفتح شعبة أول ثانوي ومن الطبيعي أن يزداد عدد المدرسين، وواكب التطور العلمي التطور في نوعية الغرف وملائمة البناء للطلبة.
كان الطلبة يذهبون إلى مدينة الخليل من أجل الدراسة في المرحلة الثانوية ، الثاني الثانوي والثالث الثانوي قديماً.
في عام 1995: م فتح شعبة أول ثانوي أدبي، أما الفرع العلمي فكان الطلبة يذهبون إلى مدرسة الحسين بن علي في الخليل لإنهاء تلك المرحلة، علما أنه تعاقب على المدرسة مجموعة من مدراء المدارس منهم الأستاذ جبريل النتشة وخميس أسعيد وعيد بدر، حتى تخرج من أبناء القرية في مرحلة البكالوريوس من جامعة بيروت علي خمايسة ومن ثم محمد سلمان خمايسة.
1996 – 1997: تم افتتاح توجيهي أدبي، حيث تطور البناء المدرسي وتطورت المكتبة، حيث أصبحت الحاجة ماسة إلى نقل المدرسة من مكانها القديم وسط القرية، فشارك الأهالي في شراء قطعة أرض الحورة التي أقيم عليها البناء المدرسي الحالي ليفتتح في المدرسة عام 1999 الفرع العلمي، حيث كان أعداد الطلبة في ازدياد، وتم نقل الطلبة من البناء القديم إلى الجديد في مديرية التربية والتعليم في عهد الدكتور تيسير مسودة رحمه الله.
وقد عين مديراً للمدرسة الأستاذ حسام قطينة، حيث تم تجهيز مختبر الحاسوب والمختبر العلمي، مع العلم أن المدرسة افتتحت في عهد الرئيس ياسر عرفات رحمه الله. وكان الدكتور نعيم أبو الحمص وزيراً للتربية والتعليم.
وأما البناء المدرسي تم بتمويل من الاتحاد الأوروبي، حيث أصبح عدد الطلبة يتجاوز 550 طالباً.
في عام 2005: تسلم إدارة المدرسة المدير الحالي الأستاذ بلال هاشم أبو اسنينه الذي عمل على تطوير حديقة المدرسة وزراعتها وتطوير أجهزة الحاسوب وزيادة عددها، وإدخال تقنية علمية حديثة إلى المدرسة مثل جهاز العرض LCD، وحث طلبة الثانوية العامة على زيادة التحصيل العلمي والتفوق الدراسي، كذلك مشاركة معلمي المدرسة في دورات المنهاج وإعداد المعلمين ولجان المباحث، علماً أن عدداً من المعلمين انتقل إلى دائرة الإشراف التربوي من أبناء القرية ومن طلاب المدرسة ومنهم المشرف يوسف تيم " تربية إسلامية "، والمشرف محمد حسن حسين ارزيقات " رياضيات " ومدراء مدارس ورئيس بلدية تفوح هو من أبناء المدرسة وكان معلماً فيها ، وهناك العديد من أبناء المدرسة ممن تعلموا في المدرسة ويتتابعون تحصيلهم العالي في التعليم للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه،أما عن عدد المدرسين ألان يزيد عن الثلاثين مدرساً في المدرسة.
ولو أردنا إن نتحدث عن إنجازات المدرسة على المستويات الثقافية والرياضية والاجتماعية وغيرها، فان القلم لا يستطيع أن يحصي كل ما يدور في خلده ، حيث أن ثلثي المعلمين في المدرسة هم من طلبتها، احتضنتهم طلاباً وأعطوها رجالاً، من أبنائها الطلبة الآن الطبيب والمهندس ومنهم علماء في الرياضيات مثل الدكتور أحمد خليل خمايسة وفي الفيزياء الدكتور محمد خليل رزق والكيمياء الدكتور عباس الطردة، واطباء منهم الدكتور سامر الطردة، يونس الطردة، عبد الكريم الطردة، قاسم الطردة، ومنذر الخمايسة، وغيرهم الكثيرون.
أما بالنسبة لمشاركة الطلبة في الأنشطة المدرسية، فإن المدرسة منذ البداية وهي تسعى بعمل مد رائها الدؤوب إلى إعطاء حوافز للطلبة، فكان الطلبة يشاركون في الأنشطة المدرسية من شعر وخطابة وقصة قصيرة ومشاركة في أدب الأطفال الصغار، وبعد ذلك كانت تحصل على جوائز على مستوى المديرية والوزارة، وتم كذلك تأسيس فرقة كشافة التي كانت تحصل على المرتبة الأولى على مستوى المديرية.
وتم إحياء التراث الشعبي بتأسيس فرقة الدبكة الشعبية، وشاركت الفرقة على مستوى الوطن بالزى الفلسطيني، حيث توشح بألوان العلم الفلسطيني، والتقطت لهم الصور التذكارية مع مدراء التربية وعلى رأسهم الأستاذ محمد عمران القوا سمه، كذلك للهيئة الإدارية والتدريسية دور فعال في مشاركة الآباء في الإطلاع على نتائج أبنائهم والاجتماعات الدورية ومشاركة المجتمع المحلي في المناسبات العامة والخاصة، وإحياء المناسبات الوطنية والدينية، واعتادت المدرسة على إقامة حفلات تخريج لطلبة الثانوية العامة، وبمشاركة الفعاليات الوطنية والمؤسسات المحلية لإعطاء حوافز للطلبة لتخطي مرحلة الثانوية العامة بتفوق.
وأخيرا، وإذا كان ولا بد من كلمة حق تقال إن التطور الذي حصل على مر السنين إنما ينم عن العطاء المتبادل والتعاون المثمر بين مدراء المدارس والمجتمع المحلي الذي كان على قناعة بضرورة التحصيل العلمي وزيادة العطاء.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مكتبة مدرسة تفوح الثانوية للبنين
فكرة كتاب وميدان ثقافة 1953م-2008م
لقد كانت مكتبة مدرسة تفوح الثانوية للبنين فكرة ، فكرة وليدة متوثبة في عقول المثقفين من أبناء البلدة ، وذلك إيمانا منهم بأهمية الكتاب ودوره في بناء ثقافة الجيل ،فمذ كانت المدرسة وجدت المكتبة ، والبداية تعتبر نقطة الانطلاق ومحطة العبور نحو التطور ، ومنذ اللحظة الأولى في عام 1953م انطلقت المكتبة بإمكانيات متواضعة ولكنها مهمة في الوقت ذاته ، حيث احتوت على ما يقارب العشرين كتابا ، ونمت الفكرة بتقدم الزمن . ومع مرور السنوات أخذت تكبر وتنمو بفضل جهود الحريصين على نشر الوعي والثقافة بين الطلبة وكلّ طالب علم أو معرفة ، وتوالت الهيئات الإدارية على المدرسة ، تتعهد اللاحقة من السالفة هذه النبتة بالاهتمام ، وتخصيص جزء من الميزانية لتطوير المكتبة ، حتى أينعت أوراقها ، وامتدت أغصانها ، وتنوعت ثمارها ، وازدانت رفوفها بالكتب المتنوعة في كافة المجالات والاختصاصات ، حتى تكون شاملة لفروع العلوم والثقافات المختلفة ، والقيّمون عليها لا يدّخرون جهدا في التعرف على كل جديد من الإصدارات ومتابعة الكتب الحديثة ورفد المكتبة بها ؛ من أبحاث ودراسات ، وقصص وروايات، ودواوين للشعراء ، وموسوعات علمية ، ومعاجم لغوية ، وكتب تراجم وغيرها ...
وبالرغم مما وصلت إليه الإنسانية من تطور حضاري وتقدم تكنولوجي ، وخاصة الشبكة العنكبوتية "الانترنت" مما سهل على الإنسان الوصول إلى المعلومة التي يريد ، بقيت فكرتنا راسخة ثابتة بأهمية الكتاب الذي هو الأساس والمصدر الموثوق للمعلومة ، فاستمرت الجهود الحثيثة ، على النهج المرسوم لها ، آخذة من الكتاب المعين الذي لا ينضب ، والكنز الذي يغنم من يحصل عليه ، فكانت المساعي ولمّا تزل قائمة في تطوير مكتبتنا ، لتكون محطّ أنظار طلبتنا يقضون فيها أوقاتاً ممتعة ، وكذلك محط أنظار الباحثين وطلبة الجامعات على مستوى البلدة بشكل عام ، ينهلون من معينها ، ويستظلون بظلها ، يبحثون ويقرؤون ، ولتظل المكتبة الحضن الذي يأوون إليه متى يشاءون .
فهذه مكتبة مدرسة تفوح أصبحت حديقة غنّاء تضمّ على رفوفها وبين جنباتها ما يقارب أربعة آلاف كتاب في مختلف العلوم والتخصصات ، وشتى ألوان المعرفة ، كلّ ذلك بجهد القيّمين القائمين على تطويرها وإمدادها بكل جديد ، وما زالت الفكرة قائمة الأهداف ثابتة حتى تكون مكتبتنا مكتبة عامة تغطي الاحتياجات المتزايدة لأبناء بلدتنا وطلاب العلم ، وتكون في الوقت نفسه المحفّز الأول لنشر الوعي والثقافة بين أبناء الجيل وكافة شرائح المجتمع ، ويبقى شعارنا الذي نردده دوماً :
أعزُّ مكانٍ في الدُّنا سرجُ سابح وخيرُ جليسٍ في الزَّمان كتابُ
قيّم المكتبة:
محم أحمد ارزيقات
https://www.facebook.com/taffouh.secondary.school.for.boys/